ما الذي يدفع المرأة لاقتحام ريادة الأعمال؟ وما التحديات التي قد تصادفها في هذه الرحلة؟

رائدات الأعمال هن النساء اللائي يفكرن في فتح مشروع تجاري. ويتحملن كا مايلزم من أمور تظيمية وإنتاجية ويتحملن المخاطر ويتعاملن مع الشك الاقتصادي ومخاطر الشركات الناشئة وكل ما تنطوي عليه إدارة المشاريع الجديدة.

تدير رائدات الأعمال أكثر من ثلث المشاريع الريادية في العالم. فبسبب التقدم الاقتصادي، وتحسين جودة التعليم وظهور فرص للتعلم الذاتي، كانت هناك طفرة في ريادة الأعمال النسائية. حتى الحكومات جعلت حوافز ودوافع ومنحا خاصة لتعزيز نمو رائدات الأعمال. 

نتيجة الانفتاح على الفرص برزت سيدات الأعمال كنساء ناجحات كما حصلن على العديد من الأوسمة والجوائز. على سبيل المثال حصلت أوبرا وينفري، رائدة الأعمال الأمريكية ومقدمة البرامج التلفزيونية والمديرة التنفيذية لوسائل الإعلام، على الميدالية الرئاسية للحرية في عام 2013 لعملها المتميز في مجال الترفيه والتأثير الاجتماعي. وقس على ذلك…

هل تساءلت يومًا عن شركة وقيل لك أنها مملوكة لمرأة ؟ ربما استغربت حينها. لكن  ضع في اعتبارك هذه الحقائق:
42٪ من الشركات بالولايات المتحدة مملوكة للنساء. و 4 من أصل 10 شركات مملوكة للنساء؛ كما تدر الشركات المملوكة للنساء 1.9 تريليون دولار سنويًا.

ما الأسباب التي تدفع المرأة لأن تكون رائدة أعمال؟

رائدة الأعمال تصبر على تحديات الواقع وتبذل كافة طاقتها من اجل النجاح
photo by Mikhail Nilov

لم يعد إطلاق المشاريع والشركات الناشئة حكرا على الرجال فقط. بل أصبح من المُلحّ أحيانا وفي بعض الدول خاصة أن تكون هناك رائدات أعمال. وهناك عدة عوامل مسؤولة عن تحفيز النساء على إقامة مشاريعهن الخاصة ودفعهن إلى أن يصبحن رائدات أعمال. منها:

الضرورة الاقتصادية

في مجال الأعمال والإقتصاد، يعتبر دخول المرأة ظاهرة جديدة نسبيًا. وبسبب تفكك الأسرة أو حاجتها إلى دخل إضافي للحفاظ على مستويات المعيشة في مواجهة التضخم أو ارتفاع الأسعار، بدأت النساء في دخول عالم الأعمال في جوانب تنافسية. 

 الرغبة في الإنجاز والنجاح

قوة أخرى تدفع النساء دفعا إلى دخول عالم الأعمال والشركات هي رغبتهن القوية في تحقيق إنجازات كبيرة في حياتهن. تشكل مصدر فخر واعتزاز لهن.
على الرغم من أن نسب النساء المتعلمات في إرتفاع مستمر. إلا أنهن يواجهن نقصا في فرص العمل فيصبحن غير قادرات على العثور على وظائف في السوق أو قد لا يكون بإمكانهن الخروج من منازلهن للعمل في مكان آخر بسبب مشاكل الأسرة ومسؤولياتها. هذا ما يدفعهن للبحث عن موارد وانجازات تعلي من شأنهن وترفع رصيد احترام الذات في قلوبهن. 
لذلك، تميل المرأة بشدة إلى الرغبة في تحقيق شيء كبير وقيِّم. وإثبات نفسها كأصل ثابت في الأرض وفرعها في السماء. هذه هي أقوى قوة دافعة للمرأة لتصبح رائدة أعمال.

حب الاستقلالية

سبب آخر يشجع المرأة على أن تصبح رائدة أعمال هي أن تعيش حياة مستقلة تتمتع فيها بالثقة في النفس واحترام الذات. حيث توفر ملكية الأعمال التجارية الناجحة والتحكم فيها لرائدة الأعمال مكانة مرموقة وسمعة وشعورًا بالاستقلالية في المجتمع.

تشجيع الحكومات

بدأت الهيئات الحكومية وغير الحكومية في إيلاء مزيد من الاهتمام والتشجيع وتهيئة الظروف الاقتصادية الملائمة  للمرأة من خلال العمل الحر والمشاريع التجارية.
لقد صاغت بعض الحكومات سياسات وبرامج مختلفة وأدخلوا خططا وحوافز مختلفة لتثبيت أقدام سيدات الأعمال في السوق.

التفكير الابتكاري

إن النساء اللواتي لديهن موهبة ريادية ولديهن تفكير مبتكر يتم تشجيعهن من قِبل العائلة أو المجتمع على تولي الأعمال التجارية الصغيرة أو لتحويل ابتكاراتهن ومواهبهن إلى مشاريع ريادة الأعمال بدلاً من قضاء الوقت في الوظيفة.

6 تحديات تواجه رائدة الأعمال وكيفية التغلب عليها

رائدة الأعمال في اجتماع مع فريق الشركة
photo by Yan Krukov

تحدي التوقعات الاجتماعية

إذا حضرتَ مؤتمرا لريادة الأعمال فيمكنك بكل سهولة أن تعد على أصابعك العشرة عدد النساء الحاضرات. هذا أول ما يتحدى قدرات رائدات الأعمال ويستنزف صبرهن، إنهن يعشن في مجتمع ذكوري يرفض أحيانا أن تكون قائدة الفريق أو مديرة الشركة امرأة.
هذا ما يجبرهن على تبني بعض المواقف التي يُبرهن من خلالها على قدراتهن و حِكمتهن وتمكنهن من زمام الأمور وإصرارهن على المضي قدما وسط التحديات.

الحصول على التمويل

لا يبحث جميع مؤسسي الشركات الناشئة عن مستثمرين للمساعدة في إطلاق أعمالهم وشركاتهم، لكن أولئك الذين يعرفون مدى صعوبة إطلاق المشاريع يعرفون حقا أن زيادة رأس المال أكثر صعوبة بالنسبة للشركات التي تترأسها رائدة أعمال. وجد تقرير كلية بابسون لعام 2014 أن أقل من 3٪ من الشركات التي تُموّل من رأس المال الاستثماري لديها مديرات تنفيذيات إناث.

الكفاح من أجل إثبات الذات 

تجد معظم المديرات التنفيذيات أنفسهن في مجال يهيمن عليه الذكور أو في مكان عمل لا يشجع وجودهن أو يستنكف عن الاعتراف بدورهن القيادي.
إن المرأة بصفتها سيدة أعمال لتجد أن كسب الاحترام وسط مجتمع أو شركة او مجال ريادي أشبه بصراع الثيران.

بناء شبكة دعم قوية

تعد شبكة الدعم القوية أمرًا ضروريًا لنجاح ريادة الأعمال، لذا فليس من المستغرب أن 48٪ من مؤسسات للعمل الريادي النسوي ذكرن أن نقص المستشارين والموجهين المتاحين يحدُّ من نموهن المهني.

الموازنة بين العمل والحياة الأسرية

تتحمل رائدات الأعمال الوالدات مسؤوليات مزدوجة تجاه أعمالهم وعائلاتهم؛ إذ أن إيجاد طرق لتكريس الوقت لكليهما أمر أساسي لتحقيق هذا التوازن في الحياة.

التعامل مع الخوف من الفشل

يعد الفشل احتمالًا حقيقيًا للغاية في أي مشروع تجاري، لكن أكبر رائدات الأعمال في العالم من أمثال أوبرا تنصح النساء بعدم ترك مخاوفهن تمنعهن من تحقيق أحلامهن الكبيرة. إنها تشجع النساء على العمل خلال أكثر اللحظات صعوبة وعند لحظات الشك الذاتي التي يواجهها كل صاحب عمل او مشروع. كما تنصح بعدم انتظار اللحظة المناسبة للبدء أو الميل إلى توقع الكمال والمثالية.

الطريق إلى النجاح مليء بالخسائر والحوادث والأخطاء، ولكن لا يزال من الممكن أن يأخذك إلى حيث تريد أن تذهب. طالما أن عينك ثابتة على هدفك الأخير.

رأي واحد حول “ما الذي يدفع المرأة لاقتحام ريادة الأعمال؟ وما التحديات التي قد تصادفها في هذه الرحلة؟

أضف تعليق